ماذا يحدث في سوق العملات المشفرة والبيتكوين؟
كان كل من إيلون ماسك وبنك الصين الشعبي المتّهمين الرئيسيين لهبوط البتكوين 30 % بيوم واحد، لكن يمكن أن يكون هناك سبب آخر.
إنّ شعار كل من البيتكوين ومجموعة العملات المشفرة الأخرى خلال فترة التقلبات الماضية قد كان YOLO، ( أنك لن تعيش إلا مرة واحدة). حيث يهدف هذا الشعار إلى خَلق نوع من التشويق والإثارة، ويتم إطلاقه عندما تنخفض الأسعار بشكل غريب إلى نسبة تتعدى 10%. وإنّ الوضع يصبح أصعب عندما ينخفض السعر بنسبة أكبر من 30% خلال يوم واحد، أو 50% خلال شهر. حيث يبدأ الذعر بالانتشار في الوسط.
أمّا بالنسبة لِمن يؤمن بالعملات المشفرة إلى أبعد الحدود، فإنّ كل انخفاض يشكّل فرصةً جديدة للشراء. كما أنه مؤخراً قد أُقيم سباق من أجل تحديد الخسارات.
وكمثالٍ عن الواقع في الدول الأخرى فيمكنك رؤية الملصقات في شوارع لندن والمدن الأخرى من المملكة المتحدة. وعلى الرغم من كَون الأمر مبتذلاً إلا أنه معبّر نوعاً ما، حيثُ كُتبَ على هذه الملصقات: “عندما ترى البيتكوين هبط لدرجة تم رميه على أرضية الحافلات أو إلى جانب لوحة إعلانات، فقد حان الوقت لشرائها.” لكن لا ، ليس هذا هو الواقع الآن و وقت الاحتفال قد انتهى، وستعود الأموال المستثمرة إلى مكانها الأساسي.
من السبب؟
أمّا مَن تم اتهامهم، وعلى غير المتوقع، في إفساد هذا “الحفل” هما إيلون ماسك وبنك الصين الشعبي. حيث قال إيلون ماسك في شهر شباط أنه قد قام بعمليات الدفع في شركته تيسلا بواسطة البيتكوين. ومن ثمّ غيّر رأيه حول الموضوع قائلاً بأنه قلق حول الآثار الضارة للكربون والتي تنتج عن تعدين العملات المشفرة.
أما بنك الصين الشعبي فقد طلب من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى يوم الأربعاء عدم قبول العملات الرقمية، قائلاً أنها “ليست عملات حقيقية.”
لماذا؟
لنكون واقعيين، فإنّ هذه الحرب ضد العملات المشفرة من الممكن أن يكون مصدرها سبب آخر. إنّ التحدي القائم حول اعتبار العملات المشفرة أصولاً مالية أو حماية من التضخم الاقتصادي هو أنه ليس هنالك إيرادات داخلية، أو نسبة عوائد لاستخدامها كمقياس للقيمة.
وينطبق الأمر ذاته على الذهب، حيث أن طاقم العملات المشفرة يفضّل هذه المقارنة. لكن الاختلاف الجوهري هو أن الذهب يُعتبر مخزناً للقيمة منذ آلاف السنين. وبالنسبة للحصص طويلة الأمد، فإن شرائح رموز الحاسوب خارج الكتل.
في الوقت ذاته، فإن فادة البيتكوين كعملة مشفرة قد تتلاشى في حال انخفض السعر بشكل كبير خلال يوم واحد. بالإضافة إلى ذلك، فلدينا قلق حول أنّ البنوك المركزية ببساطة لن تسمح لأنظمتها المالية أن تُستهلَك من قبل أنظمة دفع العجلات الحرة المجهولة. ومن الممكن أن تكون الصين هي مَن يثبت هذه النقطة. حتى وإن كانت تكنولوجيا blockchain الأساسية ممتازة، إلا أن المنظّمين لهم أهمية كذلك الأمر.
ماذا سيحدث لاحقاً في سوق البيتكوين؟
بالتأكيد، من الممكن أنّ هذا الأسبوع من الأزمات سوف يُتلى بأسبوع آخر من التعافي. لكن لا يمكننا وضع احتمالات قوية. من الممكن أن يكون إيلون ماسك نادماً على دوره السابق كمشجع، حيث كان يغرّد عن البيتكوين وعن “الأيادي الماسية لتيسلا”، مشيراً بذلك إلى أن الشركة لن تقوم ببيع مدخراتها.
كما أنه من السهل عليه قول أنّ مدخرات تيسلا من البيتكوين (والتي تقدر ب مليار دولار) تشكّل 5% من مدخرات خزينة الشركة .إنّ الخوف من الخسارة يبقى ذو أهمية، لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو الخوف من التلاشي. لذلك يعتبر يوم الأربعاء نقطة تحول.
رأي شخصي للمحرر:
يمكننا أن نفكر من جهة أخرى، في البداية كانت أسعار سيارات تيسلا الكهربائية مرتفعة جداً ويحتاج المشتري للانتظار وقتاً طويلا ليحصل على سيارة تيسلا. إن تغريدة إيلون ماسك عن قبول الشركة بعملة البيتكوين رفع إيرادات الشركة وزادت مبيعات هذه السيارات أما الآن وقد أمتلأت جعبة موازنة شركة تيسلا ، وزادت قيمة البيتكوين مئات لا بل ألاف الأضعاف فقد حان وقت غربلة رؤوس الأموال وإعادة الأمور لنصابها.
ربما للأبد وربما لفترة مؤقتة. قد يكون فعلاً أضرار تعدين البيتكوين له أثار ضارة على البيئة ولكن ماذا عن باقي العملات المشفرة الأخرى كالإيثيريوم والدوجكوين والنيو؟ لقد سارعت هذه العملات لتفادي أخطاء تعدين البيتكوين وأهم ترقيات هذه العملات هو استخدام نظام إثبات الحصة بدلاً من نظام إثبات العمل الذي يستهلك كميات مضاعفة من الطاقة والكهرباء ناهيكم عن أخطار أخرى.