ما هي علاقة البيتكوين والعملات الرقمية بالحروب العالمية؟

ما هي علاقة البيتكوين والعملات الرقمية بالحروب العالمية؟

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة مع اشتداد الصراع بين إيران وإسرائيل، يظهر سؤال لافت: ما هي علاقة البيتكوين بالحروب العالمية التي تحدث؟
وفي هذه الحالة، هل يمكن أن يلعب البيتكوين دورًا خفيًا في تمويل هذه الحرب أو التهرب من العقوبات الاقتصادية؟

في هذا المقال سنسلط الضوء على العلاقة المتشابكة بين العملات الرقمية وتحديدًا البيتكوين، وبين الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي بات أحد أخطر النزاعات في المنطقة.

البيتكوين كأداة للتهرب من العقوبات على إيران

تعاني إيران منذ سنوات من عقوبات اقتصادية أمريكية وغربية خانقة، شملت البنوك، والتحويلات المالية، وتصدير النفط. وكنتيجة مباشرة، بدأت إيران بتجربة أدوات بديلة للخروج من الحصار المالي، وكان البتكوين على رأس هذه الأدوات.

بحسب تقرير نشره Elliptic، فإن إيران استخدمت بشكل مباشر عائدات تعدين البتكوين لتمويل عملياتها، خاصة في ظل وفرة الكهرباء المدعومة، مما جعل من تعدين العملات الرقمية نشاطًا موجهًا حكوميًا.

وتُقدر التقارير أن ما بين 4% إلى 7% من إجمالي تعدين البتكوين في العالم كان يتم في إيران في ذروة نشاطها، مما يشكل موردًا ماليًا كبيرًا في ظل الحصار.

ما هي علاقة البيتكوين والعملات الرقمية بالحروب العالمية؟

تمويل الميليشيات: هل يتم عبر البيتكوين؟

من الجوانب المثيرة للجدل في الحرب بين إيران وإسرائيل، هو دور الميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله والحوثيين وحركة الجهاد الإسلامي. وقد أظهرت تقارير متعددة أن بعض هذه الجماعات قد استخدمت البيتكوين كوسيلة تمويل يصعب تتبعها.

ففي تقرير نشرته Reuters، تمت الإشارة إلى استخدام جماعات مسلحة لحملات تبرع علنية عبر البيتكوين، خاصة في فترات التصعيد مع إسرائيل.
هذه العمليات تستفيد من الطابع اللامركزي والخاص للعملات الرقمية، مما يجعل الرقابة عليها صعبة مقارنة بالتحويلات المصرفية التقليدية.

إسرائيل وحربها ضد تمويل العملات الرقمية

من جهتها، تعمل إسرائيل بشكل مكثف على محاربة أي استخدام للبيتكوين في تمويل أعدائها. ففي عام 2023، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها صادرت محافظ رقمية مرتبطة بحركة حماس بقيمة تجاوزت 1.7 مليون دولار. كما تعاونت مع منصات مثل Binance و Chainalysis لتعقّب حركة الأموال.

هذا يُظهر أن البيتكوين أصبح ساحة حرب إضافية ضمن هذا النزاع، حيث تسعى إسرائيل لتجفيف منابع التمويل الرقمية التي تصل إلى الجماعات المدعومة من إيران.

ما هي علاقة البيتكوين والعملات الرقمية بالحروب العالمية؟

إقرأ أيضاً: إسرائيل تحارب حماس بالعملات المشفرة وتصادر 840 مليون دولار تابعة لحماس

ما سبب انخفاض البيتكوين وسوق الكريبتو مع بدء الحرب بين إيران وإسرائيل

أولاً: الخوف من التصعيد العالمي

عند اندلاع أي حرب كبيرة، خصوصاً في منطقة حساسة مثل الشرق الأوسط، ينتشر ذعر عام في الأسواق. حيث يهرب المستثمرين من الأصول ذات المخاطرة العالية مثل البيتكوين، وبيرجعوا لـ”الملاذات الآمنة” مثل الذهب، الدولار الأمريكي، السندات الحكومية. على الرغم من أن البعض يرون البيتكوين كذهب رقمي، ولكن في الحروب يظل يُعتبر أصل عالي التذبذب، مما يزيد من عمليات البيع.

ثانياً: القلق من التشديدات التنظيمية

عند بدء الحرب، تزيد مخاوف الحكومات من استخدام العملات الرقمية في تمويل الإرهاب أو الالتفاف على العقوبات. وبما إن إيران طرف في الحرب، فهي أصلاً تحت عقوبات أمريكية، وفي خوف أن يتم:

  • تضييق الخناق على منصات التداول
  • فرض رقابة أقسى على تحويلات العملات الرقمية
  • فرض عقوبات على محافظ مشبوهة

هذا كله يجعل السوق يدخل في وضع دفاعي وبيع احتياطياً.

ثالثاً: الضغط من بيع محافظ كبيرة

أوقات الحروب، جهات كبيرة من الممكن أن تبيع كميات من البيتكوين، مثال:

  • دول أو جماعات تحاول تأمين كاش للطوارئ
  • صناديق استثمار تحاول تقليل المخاطرة
  • أفراد داخل مناطق الحرب بحواون البيتكوين لدولار أو نقد

بالتالي بيع كميات كبيرة يسبب هبوط تقني سريع (panic sell)، وبعدها يتم سحب السوق كله معه.

رابعاً: السوق حساس لأي خبر سلبي

من المعروف عن سوق الكريبتو أنه يتحرك مع الأخبار، وكثير من المتداولين يستخدمون روبوتات التداول الآلي (bots). عندما ينتشر خبر مثل خبر “إيران تقصف” أو “إسرائيل ترد”، تقوم هذه الأنظمة بتفعيل أوامر بيع تلقائي، مما يزيد من الحركة الهبوطية فجأة.

خامساً: غياب السيولة + التوقيت

إذا بدأت الحرب بعطلة نهاية الأسبوع أو وقت السوق فيه تداول منخفض، فهذا يعني:

  • لا يوجد سيولة كافية تمتص البيع
  • الهبوط يصبح أسرع وأقسى

ما هي علاقة البيتكوين والعملات الرقمية بالحروب العالمية؟

الحرب الإلكترونية: البيتكوين كسلاح غير مباشر

في زمن الحروب الحديثة، لم تعد المعركة على الأرض فقط، بل باتت تمتد إلى الإنترنت. حيث أن الهجمات السيبرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل ازدادت بشكل كبير، وبعض هذه الهجمات يُشتبه بأنها تم تمويلها أو مكافأتها عبر البتكوين.

حيث كشفت تقارير شركات أمن معلومات مثل FireEye وRecorded Future أن مجموعات قرصنة مرتبطة بدول في المنطقة، تلقت تمويلاً أو غنائمًا رقمية من خلال سرقة محافظ رقمية أو ابتزازات مشفّرة (ransomware).

ما هي علاقة البيتكوين والعملات الرقمية بالحروب العالمية؟

البيتكوين… أداة سلام أم وقود للحرب؟

من جهة، يمكن النظر إلى البيتكوين كأداة للتحرر المالي، تسمح للشعوب بالتحرّك بعيدًا عن القيود المصرفية والحصار. ومن جهة أخرى، لا يمكن إنكار أن استخدامه في تمويل الحروب أو تجاوز العقوبات يعزز من خطورته كأداة مزدوجة الوجه.

ومع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، ستبقى العملات الرقمية وخاصة البيتكوين عنصرًا مهمًا خلف الكواليس، قد يغير موازين التمويل ويعيد رسم خرائط التأثير الجيوسياسي.

الخلاصة

إذًا، ماهي علاقة البيتكوين بالحرب بين إيران وإسرائيل؟
الجواب: علاقة معقدة، تشمل التمويل، التهرب من العقوبات، الحروب السيبرانية، والدعم الشعبي. ويبقى البيتكوين في قلب هذه المعادلة، كسلاح رقمي، وأداة مقاومة، وملاذ اقتصادي في آنٍ واحد.

إقرأ أيضاً: تأثير الحرب بين إسرائيل وإيران على سوق العملات الرقمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *