فحص السيارة بالكمبيوتر

مع غزو التكنولوجيا و المعلوماتية لعالمنا الحديث برزت طرق جديدة تعتمد على فحص السيارة بالكمبيوتر و معرفة أعطالها , نتابع في هذا المقال حقيقة هذا التطور وهل هو حقاً مفيد ؟

مما يلاحظ في كثير من ورش صيانة السيارات في أيامنا هذه أن الكثير منها يضع إعلانات مثل : ( فحص بالكمبيوتر – أجهزة فحص متخصصة – إلخ …)

و للأسف أشعر بأنه يتم استغلال كلمة الكمبيوتر للإيحار بأن هذه الورشة يعمل بها روبوتات!!

أولاً:

لكي يتبين لك الفني الجيد من غيره يجب أن يسألك عدد كبير من الأسئلة حتى يصل لتشخيص صحيح مما يوفر عليه الجهد و يوفر عليك الوقت و التكلفة. فتجده يسأل عن تاريخ السيارة و تاريخ المشكلة و تكرارها…

متى تحدث ؟ على طريق سفر أو ضمن المدينة ؟ مع الفرامل أو بدونها ؟ في المنعطفات أم المطبات؟ ساخنة أم باردة ؟ تاريخ آخر تغيير للزيت ؟ و الكثير الكثير من الأسئلة ليبني منها صورة شاملة و تصور مسبق عن طبيعة الخلل الذي يواجهه و هذا قبل حتى فتح الغطاء و الكشف عن مكونات السيارة.

و هنا لو كانت كل الإجابات طبيعية مع استمرار وجود المشكلة و بدون إظهار كمبيوتر السيارة نفسه لإضاءة خاصة تنبه على المشكلة فهذا يعني أن الفحص بالكمبيوتر هو مضيعة للوقت و المال…

و بعد إلغاء التوجه نحو الفحص بالكمبيوتر يتوجه الفني للفحص العملي و يبدأ بالتأكد من حالة الزيوت :

  • زيت الغير : متغير لونه ؟ قوامه ؟ رائحته ؟
  • زيت الفرامل : حالته و خصائصه قد تتغير مما يسبب تعطل نظام ال ABS و هذا من الأشياء التي لا يصلها كشف الكومبيوتر إلا بعد فوات الأوان و ارتفاع الكلفة إلى الآلاف
  • المساعدات , جلود المقصات , الفرامل , كلها أمور لا ينبهنا عليها كشف الكمبيوتر و لا تكتشف إلا بتجريب السيارة من قبل الفني و حتى رفعها وفحصها بدقة.
  • و غالباً ما يكون كشف المشكلة أساساً أصعب من حلها. و هذا ما يساعد فيه فحص السيارة بالكمبيوتر.

الخلاصة : إن الكشف بالكمبيوتر بالنسبة للسيارات هو أداة ثانوية يستعملها الفني و ليس كل. فلا تجعل من نفسك ضحية لهكذا طرق من النصب و الاحتيال.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *