لقد حدث تحول محوري مؤخراً، بعد موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC، على أول صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين (الصناديق المتداولة في البورصة)، التي تستثمر مباشرة في بيتكوين.
حيث يوفر هذا التحول، طريقة مبتكرةً للتعامل مع أكبر العملات المشفرة، وبالتالي المزج بين آليات الاستثمار التقليدية، وسوق العملات المشفرة.
اقرأ أيضاً: على الرغم من موافقة ETF.. ما سبب انخفاض سعر البيتكوين إلى أقل من 42000؟
ما هي صناديق بيتكوين المتداولة الفورية ETFs؟
تمثل صناديق بيتكوين المتداولة الفورية ETFs، تحولاً عن نماذج الاستثمار السابقة في صناعة العملات المشفرة.
حيث تتضمن صناديق الاستثمار المتداولة التقليدية (القائمة على العقود الآجلة للبيتكوين)، المضاربة على الأسعار المستقبلية.
في حين أن صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة هذه، تحتوي على بيتكوين فعلية، ولذلك فإن المنتجات الاستثمارية الجديدة، تعمل على مواءمة مصالح المستثمرين بشكل مباشر، مع سعر السوق الحالي للعملة المشفرة.
من جهة أخرى، يوفر هذا التحول إلى الحيازات المادية للبيتكوين، استراتيجية استثمار أكثر شفافية ومباشرة، مما يقلل من تعقيدات العقود الآجلة.
ونظراً لندرة البيتكوين المتزايدة، فقد يؤدي ذلك إلى تهافت على الطلب (الشراء).
بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة MicroStrategy مايكل سايلور:
“إنها صفقة كبيرة جداً”.
“حيث لم يكن لدى المؤسسات الرئيسية، طريقة متوافقة مع النطاق الترددي العالي للاستثمار في فئة الأصول هذه، حتى صناديق الاستثمار المتداولة الفورية. وأعتقد أن الموافقة على هذه الصناديق ستكون حافزاً رئيسياً، سيؤدي بالتأكيد إلى التهافت على الطلب (الشراء)”.
“وبعد ذلك، سيتبع في أبريل التهافت على العرض (البيع)، نظراً لوجود حوالي 900 بيتكوين يومياً متاحة للبيع من قبل البائعين الطبيعيين، والمعدّنين، وسيتم تخفيض هذا الرقم [بسبب انخفاض عملة البيتكوين إلى النصف] إلى 450 بيتكوين يومياً”.
كيفية الاستثمار في صناديق بيتكوين المتداولة الفورية ETFs
تعكس عملية الاستثمار في صناديق بيتكوين المتداولة الفورية ETFs، عملية الاستثمار في الأسهم التقليدية، مما يوفر سهولة وألفة للمستثمرين.
حيث يؤكد الخبراء الماليون، على بساطة شراء صناديق الاستثمار المتداولة هذه، من خلال حسابات الوساطة القياسية.
إلا أنهم ينصحون أيضاً باليقظة فيما يتعلق بالسيولة، خاصة في المراحل الأولية بعد الإطلاق.
الجدير بالذكر ,أن السوق استجاب بحماس في يوم التداول الافتتاحي، حيث تم تداول ما يزيد عن 4.6 مليار دولار من الأسهم، عبر مختلف صناديق بيتكوين المتداولة في الولايات المتحدة.
حيث تشير هذه الأرقام إلى اهتمام المستثمرين القوي وثقة السوق، ولكن يجب على المستثمرين ملاحظة، أن شركات الوساطة لم تتبنى هذه الصناديق الاستثمارية المتداولة الجديدة.
على سبيل المثال، اختارت شركة Vanguard، عدم تقديم تداول مباشر لصناديق بيتكوين ETF، بينما لا تزال منصة Merrill Edge التابعة لـ Bank of America، تقوم بتقييم موقفها.
الاختلافات بين صناديق بيتكوين المتداولة الفورية ETFs
قدمت موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، مجموعة من 11 صندوقاً متداولاً للبيتكوين، مدعوماً من عمالقة الصناعة مثل: BlackRock وFidelity Investments وInvesco.
وبالتالي، فإن هذا التنوع يوفر للمستثمرين نقاط دخول متعددة إلى سوق بيتكوين.
حيث يتمتع كل صندوق بميزات فريدة، ومدعوم بسمعة الشركات المالية القائمة، لهذا السبب قام مصدرو صناديق الاستثمار المتداولة، بتخفيض رسومهم بشكل كبير، في محاولة قوية لجذب المستثمرين.
كما أن إستراتيجية التسعير التنافسية هذه، تجعل صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة، بديلاً فعالاً من حيث التكلفة للمحافظ الرقمية التقليدية.
إضافة إلى إن الإعفاءات من الرسوم، التي أعلنتها شركات مثل Bitwise وARK للفترات الأولية، أو عند الوصول إلى معالم أصول معينة، تزيد من تحسين الصفقة للمستثمرين الأوائل.
اقرأ أيضاً: بعد موافقة ETF بقي سعر البيتكوين تحت 48 ألف دولار، فهل هناك هبوط؟
مزايا الاستثمار في صناديق بيتكوين المتداولة الفورية ETFs
تعمل صناديق الاستثمار المتداولة، على إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى بيتكوين، وتجمع بين فوائد الرسوم المنخفضة وأمن الشركات الكبيرة، ذات السمعة الطيبة.
حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة Quantum Economics ماتي جرينسبان، أن صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة، تقوم بتجميع الاستثمار في العملات المشفرة، في تنسيق مقبول على نطاق واسع، مما يلغي الحاجة إلى الحضانة المادية المباشرة.
من ناحية أخرى، فإن هذا الابتكار سيفتح المجال للاستثمار في بيتكوين أمام مجموعة واسعة من المستثمرين، مما يعزز السيولة ويعزز نمو السوق.
إلا أنه على الرغم من جاذبيتها، فإن صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين، تحمل مخاطر كامنة، ويرجع ذلك أساساً إلى تقلب العملة المشفرة.
لذلك تسلط هيئة الأوراق المالية والبورصات، الضوء على ضرورة توخي الحذر لدى المستثمرين، من خلال تعليقات الرئيس غاري جينسلر.
ويجب على المستثمرين المحتملين، موازنة حماسهم مع التقييم الدقيق لمدى تحملهم للمخاطر وأهدافهم الاستثمارية، إلى جانب الاعتراف بالطبيعة المتقلبة والمضاربة للبيتكوين.