ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3004 دولار للأوقية. وقد كان هذا الارتفاع مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتزايد المخاوف بشأن التضخم، وزيادة الطلب على الأصول الآمنة.
وقد أثار هذا الحدث التوقعات حول ما إذا كان البيتكوين (BTC) – والذي يشار إليه غالبًا باسم “الذهب الرقمي” – يمكن أن يشهد ارتفاعًا مماثلاً.
الذهب مقابل البيتكوين: هل يستطيع سعر البيتكوين أن يكسر قمته التاريخية مثل سعر الذهب؟
يوم الجمعة، تجاوز سعر الذهب حاجز 3000 دولار أمريكي للمرة الأولى، مسجلاً أعلى مستوى تاريخي له للمرة الثالثة عشرة هذا العام. وقد دفع هذا الارتفاع القيمة السوقية الإجمالية للمعدن النفيس إلى ما يزيد عن 20 تريليون دولار أمريكي، وفقًا لبيانات CompaniesMarketCap.
في غضون ذلك، سلكت عملة البيتكوين مسارًا مختلفًا. فقد انخفضت قيمتها بشكل ملحوظ مع استمرار تأثير الظروف الاقتصادية الكلية عليها.
يتم تداول العملة المشفرة الرائدة حاليًا بانخفاض قدره 23.3% عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعد أن انخفضت بنسبة 14.5% خلال الشهر الماضي. وقت النشر، بلغت قيمة بيتكوين 83,643 دولار، بانخفاض قدره 0.8% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
على الرغم من الصعوبات التي تواجهها عملة البيتكوين على المدى القصير، يشير المحللون إلى أنها قد تتبع مسارًا مشابهًا للارتفاع التاريخي للذهب.
في أحدث منشور على X (المعروف سابقًا باسم Twitter)، قارن أحد المحللين إطلاق صناديق الذهب المتداولة في البورصة (ETFs) في نوفمبر 2004 بإطلاق صندوق Bitcoin ETF في يناير 2024. وأشار إلى أن سعر البيتكوين قد يتبع مسار مماثلاً لسعر الذهب بعد إطلاق صندوقه المتداول في البورصة.
أتاح إطلاق صندوق الذهب المتداول في البورصة للمستثمرين المؤسسيين والأفراد سهولة الوصول إلى الذهب. ومع مرور الوقت، شهد سعر الذهب ارتفاعًا هائلاً، مع قمم دورية وتصحيحات، ولكن مع اتجاه صعودي طويل الأمد.
وفقًا للتحليل، يبدو أن البيتكوين يتبع نمطًا مشابهًا. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد تشهد عملة البيتكوين مسار نمو مماثلًا لسنوات عديدة، حيث سيُمثل إطلاق صندوقها المتداول في البورصة حافزًا لاعتمادها من قِبَل المؤسسات وارتفاعًا مستدامًا في أسعارها.
أعرب محلل سوق آخر عن هذا الرأي، مشيرًا إلى أن الذهب والبيتكوين يتبعان نموذجًا مكافئًا من خمس خطوات. وتوقع أن يشهد البيتكوين قريبًا ارتفاعًا ملحوظًا، على غرار أداء الذهب السابق.
كتبت ميرلين : “مستقبل بيتكوين مُقدّرٌ بالذهب! اتبع الذهب هذا النمط قبل انطلاقته. والآن، البيتكوين يُحاكي هذا المسار” .
وفقًا لتوقعاتها، أكمل البيتكوين مرحلة “الخروج الوهمي”، وتلوح في الأفق ذروة غير مسبوقة.
مع ذلك، ليس جميع الخبراء مقتنعين. فقد أشار محلل السوق نورث ستار إلى اتجاه مقلق في نسبة الذهب إلى البيتكوين. فقد شهدت انخفاضًا مطولًا. في الواقع، لم يتمكن سعر البيتكوين من التفوق على سعر الذهب لأربع سنوات، مسجلاً أطول فترة على الإطلاق.
وحذر من أن ارتفاع أسعار الذهب لا يتعلق فقط بارتفاع سعره، بل بما يشير إليه.
تاريخيًا، عندما يرتفع سعر الذهب مقابل أسواق الأسهم، يُطلق ذلك دورة رأس مال، مما يُؤدي إلى انخفاض ناسداك بنسبة 80% تقريبًا. وللأسف، البيتكوين يتبع ناسداك، كما أشار المحلل .
ومما زاد من الشكوك، فقد أشار المحلل المالي تشارلي موريس إلى تباين في تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة. ففي حين شهدت الصناديق المدعومة بالذهب تدفقات في ظل الارتفاع الأخير في الأسعار، تشهد صناديق بيتكوين المتداولة تراجعًا حادًا.
