لماذا تنصيف مكافآت تعدين البيتكوين في 2020 مختلف و قد يحبط توقعات ارتفاع السعر كما في 2012 و 2016
في أقل من شهر سيتم التنصيف الثالث لمكافآت تعدين البيتكوين ، يمكن القول أنه الحدث الأكثر توقعا في عالم العملات المشفرة اعتباراً من الآن، بعد التنصيف سيتم تخفيض مكافآت التي يتلقاها المعدنين للتحقق من التحويلات والحفاظ على شبكة البيتكوين إلى النصف.
نظريا سعر البيتكوين يجب أن يرتفع بعد انخفاض مكافآت التعدين إلى النصف، هذا يعني أن البيتكوين سوف يصبح أكثر ندرة، كما نذكر أن مكافآت التعدين هي الطريقة التي يتم بها إنشاء بيتكوين جديدة، وقطعها نصفين يعني أن إنشاء وحدات جديدة من اكبر عملة مشفرة من ناحية القيمة السوقية سوف يصبح أكثر صعوبة بعد حدث التنصيف.
هل تم تسعير التنصيف أم لا؟
تختلف التنبؤات بين كبار المحللين حول كيفية استجابة السوق بعد التنصيف فيعتقد البعض أن السوق قد سعر تأثير التنصيف بشكل معقول، ومجموعة أخرى من بينها الرئيس التنفيذي لشركة بينانس تشانغينغ جاو تصر على أن التنصيف لم يتم احتسابه بعد في سعر البيتكوين.
وفي شباط أعلن تشاو بأنه يعتقد أن التنصيف لم يتم تسعيره بعد وقد قال: “السوق ليست فعالة، معظم الناس لا يحصلون على المعلومات بسرعة، الناس بحاجة لوقت كبير لاستيعاب المفاهيم والتكيف”.
سوق البيتكوين قد شهد حدثي تنصيف في مدة حياته القصيرة الأولى في 2012 والثانية في 2016، في المرة الأولى المكافآت تراجعت من 50 بيتكوين الى 25 بيتكوين للبلوك الواحد وفي المرة الثانية أصبحت 12.5 بيتكوين للبلوك الواحد، أما التنصيف القادم سوف نرى تراجع أكبر حتى 6.25 بيتكوين للبلوك الواحد.
أول حدث تنصيف في 2012
قبل أول حدث تنصيف في 2012 البيتكوين كان في اتجاه صاعد ، صاعدا بقوة ب 135% من 5$ في بداية السنة حتى 12$ في بداية تشرين الثاني من نفس السنة، الاتجاه الصاعد استمر مع ارتفاع سعر البيتكوين ب 90 ضعف إلى حوالي 1180$ في نهاية عام 2013.
الارتفاع في الأشهر الأولى من 2012 تزامن مع الأزمة المالية في قبرص، وبعض الباحثين وجدوا أن الارتفاع الذي حصل بين أيلول وتشرين الثاني من 2013 عندما وصل البيتكوين حتى 1000$ كان نتيجة تلاعب بالأسعار.
حدث التنصيف الثاني في 2016
نمط حركة السعر في التنصيف الأول كان ملحوظا في الاشهر ما قبل التنصيف الثاني وبعده، اسعار البيتكوين كانت ثابتة اغلب الأوقات ما بين 300$ و 400$ في أول ثلاثة أرباع من سنة 2015.
السوق بدأ بالارتفاع في الربع الاخير من 2015 ليصل إلى 600$ في منتصف سنة 2016 وبعد سنة فقط من التنصيف الثاني سعر البيتكوين سجل ارتفاعا كبيرا ليصل إلى 2,800$ في منتصف 2017 ليلامس علامة 20,000$ في نهاية 2017.
الارتفاع الذي حصل بعد التنصيف الثاني تم تفسيره إلى عوامل مؤثرة أخرى، أولها الصعود القوي لسعر البيتكوين في 2017 يقابل حدث العرض الأولي للعملة من نفس السنة.
وقد قدر إجمالي المبالغ المرفوعة خلال ذلك الحدث بحوالي 6.4$ مليار، أهمية حدث مثل هذا كانت بزيادة الطلب على البيتكوين الذي قد قوبل بقبول كبير بالإضافة للإيثريوم في عدة أحداث مماثلة.
أيضًا ، كان عام 2017 هو العام الذي تم فيه تطبيق تحديث بروتوكول البيتكوين، الذي يطلق عليه SegWit – أو Segregated Witness. زادت ترقية بروتوكول SegWit من قوة معالجة المعاملات لشبكة البيتكوين. قال المحللون إن تحسين الشبكة كان أيضًا عاملاً مساهماً في السنة الممتازة التي تمتعت بها عملة البيتكوين في عام 2017. كان زيادة اهتمام وسائل الإعلام عاملاً آخر ساهم في سوق العملات الرقمية عام 2017.
علامة الاستفهام على حدث التنصيف الثالث في 2020
بالنظر إلى الظروف المحيطة بأول حدثي تنصيف، من الصعب توقع كيف سيكون رد فعل السوق على النصف القادم من هذا العام.
كما نرى في الرسم البياني الآتي، على عكس أول حدثي تنصيف اتجاه البيتكوين ليس بالصاعد ولا بالقوي قبل التنصيف، ثلاثة أسابيع باقية فقط حتى هذا الحدث ويبدو من المستبعد أن تتغير الأمور في هذه الفترة القصيرة.
سوق البيتكوين أكثر نضجاً الآن باتباع طرق التحليل في السوق التقليدية في سوق العملات المشفرة ويمكن الآن للمتداولين بإجراء رهانات على ارتفاع او انخفاض البيتكوين في حين كانت الطريقة التقليدية للتداول هي الأكثر شيوعاً في عام 2016 , ايضا العديد من المستثمرين يطلقون منتجاتهم المتعلقة بعالم العملات الرقمية أكثر من أي وقت مضى.
أدى هذا إلى مستوى معين من تطور اكتشاف الأسعار المعروف في السوق التقليدي إلى سوق التشفير. يمكن للتجار الآن المراهنة على أو مقابل البيتكوين. وحيث أن فتح مراكز طويلة كان الطريقة الأكثر شيوعًا لتحقيق الربح من التشفير في عام 2016.
الخاتمة
على الرغم من أن المعلومات تشير على أن سعر البيتكوين يرتفع بعد التنصيف إلا أننا نستند على معلومات حدثي تنصيف سابقين فقط، فإنها تعتبر معلومات محدودة ليتم استنتاج هكذا معلومات منها، كما ثبت أن عوامل أخرى كانت أكثر تأثيرا خلال حدثي التنصيف السابقين.
تطور السوق الذي تمت مناقشته سابقاً يعني ان التنصيف القادم قد يجلب معه اتجاهات غير متوقعة لأول مرة، فيروس كورونا الذي سبب انكماشا اقتصاديا عالميا إلى زيادة عدم اليقين.