غُرِّمت شركته 4 مليارات دولار، ودفع هو شخصيًا 50 مليون دولار أثناء تنحيه عن منصبه كرئيس تنفيذي. ومع ذلك، ظهر هذا الأسبوع، وأصبح الرجل الذي يقف وراء إحدى أكبر فضائح العملات المشفرة موضع ترحيب مجددًا في أمريكا.
بالنسبة لبينانس، يُعدّ العفو بمثابة تعويض، بعد استثمار سياسي ضخم أتى بثماره. وقد أمضت الشركة أشهرًا في إعادة بناء شبكتها في واشنطن العاصمة، منسجمة مع موقف ترامب المؤيد للعملات المشفرة، ومراهنة على نفوذ أقرب المقربين منه.
الشركات التي ساهمت في العفو تستغل علاقاتها مع ترامب
وقال ترامب للصحفيين عن CZ: “لا أعتقد أنني التقيت به على الإطلاق”. “لكن قيل لي إنه تلقى الكثير من الدعم، وقالوا إن ما فعله لم يكن جريمة حتى، وأنه تعرض للاضطهاد من قبل إدارة بايدن، ولذا منحته العفو بناءً على طلب الكثير من الناس الطيبين”.
إقرأ أيضاً: الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس CZ يعد من أغنى 11 شخصاً في العالم
ويبدو أن أحد هؤلاء “الأشخاص الطيبين” هو تشيس ماكدويل، وهو صديق قديم لابن الرئيس الأمريكي ورئيس شركة تشيكميت للعلاقات الحكومية، وهي شركة في ولاية كارولينا الشمالية لم يكن لديها مكتب في واشنطن حتى أوائل هذا العام. التقط المصورون ماكدويل وترامب الابن وهما يتحدثان مع الرئيس الأمريكي خلال فعالية في البيت الأبيض.
وقد حققت شركة “تشيكميت” 7.1 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الماضية، مما يجعلها واحدة من الشركات الأعلى ربحًا في عهد إدارة ترامب الثانية.
عيّنت بينانس ماكدويل في أواخر سبتمبر/أيلول للضغط على البيت الأبيض ووزارة الخزانة بشأن القواعد المالية وما سُمّيَ في الملفات بـ”الإعفاء التنفيذي”. دفعت بينانس 450 ألف دولار أمريكي لشهر واحد فقط. لكنّ مساعي CZ للحصول على عفو بدأت قبل ذلك بكثير.
في فبراير، بعد ثلاثة أسابيع من تنصيب الرئيس الأمريكي، عيّنت بينانس وCZ أيضًا تيريزا غودي غيين، وهي محامية بارزة في مجال العملات المشفرة ومرشحة سابقة لعضوية لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في عهد ترامب. وقد حققت شركتها بالفعل 290 ألف دولار هذا العام من كلا العميلين.
بعد تأكيد العفو، كتبت غيلين على موقع X أنها وCZ أعربتا عن “امتنانهما العميق للرئيس دونالد ترامب، الذي جعلت شجاعته ووضوحه الأخلاقي هذا اليوم ممكنًا”.
منصة بينانس تعيد بناء حضورها في واشنطن
تم إصدار هذا العفو بعد حوالي عام من الجهود التي بذلتها شركة بينانس لبناء علاقات أوثق مع إدارة ترامب. إلى جانب توظيف كبار ممثلي جماعات للضغط على الرئاسة الأمريكية، عززت Binance علاقتها مع مشروع عائلة ترامب World Liberty Financial للعملات المشفرة، وهي مؤسسة مربحة أصبحت بهدوء جزءًا من شبكة الأعمال المتنامية للعائلة.
عكس نشاط الضغط الذي مارسته بينانس مشاكلها القانونية. وظفت منصتها الأمريكية Binance US أول مسؤول ضغط لها في أواخر عام ٢٠٢١، وأنفقت أكثر من مليون دولار على الضغط في مجال العملات المشفرة في عام ٢٠٢٢.
خلال الأشهر التسعة الأولى من عام ٢٠٢٣، ومع تفاوض CZ والشركة مع المدعين العامين، ارتفع الإنفاق إلى ما يقارب ١.٢ مليون دولار. وعندما اعترف CZ يذنبه وتنحّى عن منصبه، انخفض هذا الرقم إلى الصفر بنهاية عام ٢٠٢٣.
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أُعيد تشغيل المحرك. في عام ٢٠٢٥ وحده، أنفقت بينانس ٨٦٠ ألف دولار أمريكي للضغط على صانعي السياسات، مما يضعها على الطريق الصحيح لمواكبة أعلى مستوى لها سابقًا.
في يوليو/تموز، انضم الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، ريتشارد تينج، إلى المجلس الاستشاري لـ The Digital Chamber، أكبر مجموعة تجارية للعملات المشفرة في واشنطن.
وفي وقت لاحق، نشر ريتشارد على X أنه “مع كون الرئيس ترامب وإدارته من أكبر الداعمين لصناعة التشفير، فإن المستقبل مشرق”.