عندما يكون القرار متعلقاُ باتخاذ قرار بشأن المحمول أو الكمبيوتر الشخصي القادم، فيمكننا القول بأن أهم ميزة يجب أن تتم مراعاتها هي نوع محرك الأقراص الثابت المجهز به، وفي هذا الشأن لدينا خياران باران هما أقراص HDD، وSSD. وفي حال لم تكن لديك معلومات كافية عن الفرق بين أقراص HDD و SSD ولم تتمكن من حسم اختيارك بينهما، نقدم لك في هذا المقال أهم تلك الاختلافات بالغة الأهمية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسرعة والأداء والكلفة، والجدوى.
ما هو القرص الصلب؟
يعرف محرك الأقراص على أنه المكان الذي يتم فيه تخزين كل ما خو موجود على الكمبيوتر، وفهرسته، وتنظيمه، وهذا يتضمن القدرة على استعادة واسترجاع البيانات، ومعالجتها من قبل وحدة المعالجة المركزية. ويشير مصطلح الصلب (Hard) للدلالة على أن محرك الأقراص هو عبارة عن مكون مادي، فيزيائي، وفعلي، وملموس في الكمبيوتر الشخصي، أو المحمول، على العكس من البرامج التي يتم تثبيتها لاحقاً.
أنواع محركات الأقراص:
على الرغم من أنَّ كافة محركات الأقراص تتلخص مهامها في تخزين البيانات، إلا أن تركيبتها البنيوية، وأساليب تصنيعها يختلف بشكل كبير، وقبل أن نخوض في الفرق بين أقراص HDD و SSD سنقدم أولاً شرحاً مختصراً لبنية ومعمارية النقل في الحواسيب حتى تصبح لديك معلومات كافية عن كيفية نقل البيانات وتخزينها داخل الأقراص الصلبة.
يعرف الـ BUS على أنه مسار لتدفق البيانات وانتقالها من مكون إلى آخر داخل الحاسوب، أي أنَّ الأمر أشبه بقناة تعمل عبر الكابل، وتقوم بنقل المعلومات بين مكونات الأجهزة والبرامج المختلفة، مما يمكّن عملية الاتصال بين الأنظمة الداخلية.
وتعتمد محركات الأقراص الصلبة التقليدية (HDD) على نوع من الـ BUSES يسمى Serial Advanced Technology Attachment، أو بشكل مختصر (SATA)، والتي تستخدم تقنيات الإشارة التسلسلية في نقل البيانات من محرك الأقراص إلى باقي الأنظمة داخل الكمبيوتر.
ومن الناحية التقنية يعد SATA الواجهة بين محرك الأقراص واللوحة الأم للكمبيوتر، ويوفر SATA اتصالاً بباقي الكمبيوتر، حيث يقوم بنقل المعلومات وكأنها سلسلة من الإشارات التي يتم من خلالها تلقي التعليمات البرمجية ومعالجتها وتنفيذها بواسطة وحدة المعالجة المركزية.
وتعتمد الأقراص الصلبة (HDD) على قرص مغناطيسي دوار لكتابة وقراءة البيانات باستخدام ذراع ميكانيكية من أجل إيصال المعلومات وتخزينها.
تفتقر أقراص SSD إلى وجود أية أجزاء متحركة، وهي تعمل بشكل مختلف قليلاً؛ فبدل محرك الأقراص و SATA تعتمد على استخدام معالج مضمن يسمى بالمتحكم؛ لقراءة البيانات وكتابتها على رقائق الذاكرة المترابطة.
الفرق بين أقراص HDD و SSD:
يتمثل الفرق بين أقراص HDD و SSD في آلية تخزين البيانات، حيث يتم تخزين البيانات على شريحة ذاكرة صغيرة في النوع الأول، أو قرص ذاكرة كبير في النوع الثاني، إلا أن الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث البنية يتمثل بمجموعة من المتغيرات بالغة الأهمية بين كليهما.
الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث السعة التخزينية:
تعتبر أقراص SSD الأكثر ملاءمة من هذه الناحية، لأن الشرائح الصغيرة للذاكرة تكون أصغر حجماً وأكثر تعقيداً من أقراص HDD الكبيرة، ومع التقدم التكنولوجيا تصبح البيانات أكثر انضغاطاً، وتستمر أقراص بالانكماش في الحجم، مما يتيح للحواسيب المحمولة أن تصبح أخف وزناً، وأقل سماكةً، وأسهل في التنقل.
ولكن وبما أن أقراص SSD تكون أصغر حجماً من HDD، فهذا يعني بأن قدرتها التخزينية تكون محدودة بشكلٍ أو بآخر، وعلى العموم؛ توفر أقراص HDD حجوم هائلة من مساحة التخزين، مما يجعلها خياراً رائداً للخوادم الكبيرة الحجم، ومع استمرار بدائل التخزين المستندة إلى السحاب في التوسع، وتحول المزيد من البرامج إلى تطبيقات عبر الويب، فإن مساحة الذاكرة الداخلية تصبح أقل أهمية شيئاً فشيئاً.
الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث السرعة في المعالجة:
تتوفر أقراص HDD بأنواع مختلفة من حيث السرعة، مما يتيح نوعاً من المرونة في اختيار القدر المناسب من سرعة المعالجة التي تحتاجها.
وكذلك تختلف وحدات تحكم SSD في السرعات، ولكنها أسرع من محركات أقراص HDD لأنها تستخدم ذاكرة فلاش، ولا تعتمد على وجود ذراع ميكانيكية لقراءة البيانات وكتابتها.
وتكون أوقات الإقلاع (Boot) أسرع عندما يكون القرص من SSD، حيث تتطلب فقط 10 ثوانٍ بشكل تقريبي، بينما تستغرق محركات أقراص HDD مدة تصل لحوالي 30 ثانية أو أكثر؛ نظراً لرقاقات الذاكرة عالية السرعة والمترابطة في SSD.
الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث أداء البرامج والتطبيقات:
نظراً لأن الأجهزة المزودة بأقراص SSD تقرأ الملفات بسرعة أكبر، فإنها ستعمل على تشغيل البرامج بسلاسة وموثوقية أكبر، وهذا ينطبق بشكل خاص على مستخدمي الوسائط المتعددة، الذين يعتمدون على برامج التصميم، وتعديل الفيديو، التي تتطلب العرض المتقدم، والاستجابة السريعة، وسواءً أكان استخدامك الكمبيوتر للدراسة، أو التسلية، أو العمل، فقد يكون ذلك المقدار من السرعة الإضافية، أو الوقت الذي يتم اختصاره، هو الفصل الرئيسي بين الفشل أو الانتهاء في الوقت المحدد.
الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث أداء الألعاب:
على الرغم من تفوق أقراص SSD في أوقات الإقلاع، أو التمهيد، وكذلك قدرتها على تحميل الملفات الكبيرة بشكل أسرع، إلا أنك لن تلاحظ فرق كبير بين الاثنين في مجال الألعاب؛ حيث تعتمد تجربة اللعب بشكل أكبر على البطاقات الرسومية، وذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، والتي تختلف عن ذاكرة القرص الصلب في أنها مخزنة بشكل مؤقت وليست بشكل دائم.
ولكن تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن محرك الأقراص الصلبة HDD عرضة للتجزئة بشكل أكبر، كما أن التشغيل التكرر للألعاب يمكن أن يزيد من خطر تجزئة القرص.
حيث أن مفهوم التجزئة يشير إلى أجزاء صغيرة من البيانات المنتشرة عبر قرص الذاكرة، وهذا أشبه بتزيق قطعة من الورق وإلقائها في مهب الريح، ومن ثم محاولة فرزها ومن ثم تجميعها، ومن ثم فك تشفير الرسالة المشوهة، مما يفرض على جهاز الكمبيوتر أن يعمل بجهد أكبر لقراءة ملف واحد، وبالتالي وقت أطول للتعامل مع البيانات.
ويمكن أن يؤدي القرص الصلب المجزأ أيضاً إلى حدوث أعطال عشوائية، وجمود مؤقت ومتكرر في الأداء، بالإضافة لعدد كبير من المشكلات الأخرى، مما يؤثر ليس فقط على الألعاب وإنما أيضاً على أداء الكمبيوتر بشكل عام.
الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث استهلاك الطاقة:
تستهلك أقراص SSD طاقة أقل من الطاقة التي تستهلكها أقراص HDD بحيث تصل لنصف إلى ثلث الطاقة المستهلكة، (بحيث تكون من 2 – 3 واط مقابل 6 – 7 واط)، وبالنظر للحواسيب المحمولة، فإن البطاريات التي تشغل أقراص SSD قد تدوم لمدة أكثر بـ 2 إلى 3 مرات أكثر من تلك التي توفر الطاقة لأقراص SATA.
وعندما تكون كفاءة الطاقة ومدى استهلاك القرص الصلب للطاقة في أعلى قائمة أولوياتك، فمحرك الأقراص SSD هو الخيار الأفضل.
الفرق بين أقراص HDD و SSD من حيث المتانة والصمود:
يستخدم محرك أقراص HDD أقراصاً دورانية لقراءة وكتابة البيانات، بحيث تعمل بشكل أفضل في المواقع الثابتة بحيث تكون الأجزاء المتحركة أقل عرضة للتزاحم.
في حين أن طبيعة أقراص SSD تبدو أقل هشاشة، فضلاً عن افتقارها للأجزاء المتحركة، ولذلك من الأرجح أن تحمي بياناتك بفاعلية أكبر عند أي حوادث عرضية.
إيجابيات وسلبيات أقراص HDD و SSD:
يلاحظ تفوق محركات أقراص HDD من حيث سعة التخزين، وكذلك السعر، فهي أرخص بدرجة كبيرة من أقراص SSD، بتكلفة أقل بنسبة 80% بشكل متوسط لكل G byte.
وعلى الرغم من ذلك فإن أقراص SSD تستحق كامل السعر المطلوب بها، وهذا يعتمد على ميزانيتك الجيدة، واحتياجاتك في مجال الحوسبة، وهي أكثر موثوقية من ناحية الأداء، والسرعة، والمتانة، وكفاءة الطاقة.
وكذلك فإن كمية الضجيج الصادرة عن الحواسيب المزودة بمحركات أقراص HDD تكون أكبر بشكل ملحوظ بالمقارنة مع نظيرتها التي تحتوي SSD، وهذا ناتج عن القرص دائم الدوران في HDD، والذي يصدر بدوره المزيد من الحرارة أيضاً، مما يعني أن مراوح التبريد ستبذل مزيداً من الجهد، وبالتالي المزيد من الطاقة.
وتوفر محركات أقراص HDD مساحات هائلة من مساحة الذاكرة، إلا أن سعة التخزين الإضافية عادة ما تنطوي على زيادة في حجم كتلة المحرك بشكل عام.
وبصفة عامة، تعتبر الراحة، والسعر، والملاءمة من أهم العوامل التي يجب وضعها بعين الاعتبار عند الاختيار بين النوعين.
الخلاصة:
إنَّ محركات أقراص HDD تواجدت على الساحة التقنية منذ حوالي 80 عام، ومنذ العام 2008 إلى يومنا هذا أشبع سوق محركات الأقراص الصلبة بأقراص الـ SATA، وقد تم استخدامها كمعيار في 99% من محركات الأقراص.
ومؤخراً استحوذت أقراص SSD على قدر كبير من حصة السوق لما أظهرته من أداء متفوق عموماً، وذلك على الرغم من الارتفاع في أسعارها.
وعموماً، فإن محركات HDD لا تزال عرضة للطلب المستمر، وذلك انطلاقاً من قدراتها التخزينية الكبيرة، وتكلفتها المنخفضة، حيث أنه من الشائع جداً لجوء بعض المستخدمين لاستخدام أقراص HDD لتوسيع الذاكرة، وتخزين البيانات مثل المستندات، والصور، والموسيقى، في الوقت الذي يتم في تخزين نظام التشغيل الفعلي على قرص SSD.