انتشرت أخبار عملة البيتكوين وسارع جميع التجار والمستثمرون لدراسة هذا الاستثمار ومدى نجاحه. تجدون في هذه المقالة وصفاً دقيقاً لوضع عملة البيتكوين الراهن ونظرة مختصرة عنه وسنوضح لك العلامات التي تساعدك لمعرفة فيما إذا كنت جاهزاً للاستثمار في البيتكوين. هل يكفي أن تملك المال أم هناك بعض الأمور التي يجب أن تأخذها بعين الحسبان قبل شراء البيتكوين؟
الوضع العام لعملة البيتكوين BTC:
تقترب العملة المشفرة من حاجز 50000 $ حتى تاريخ كتابة هذه المقالة، وبالرغم من بعض التقلب إلا أنها وصلت إلى أعلى تسجيل لها حتى الآن خلال هذه السنة. بالإضافة إلى أن شركة Tesla قد نشرت عناوين رئيسية في الصحف عندما أعلن مديرها التنفيذي إيلون ماسك بأن الشركة سوف تشتري ما يعادل 1,5 مليار دولار من عملة البيتكوين داعماً بذلك السعر الصاروخي للعملة المشفرة ومشجعاً شراء البيتكوين.
أثبتت عملة البيتكوين أنها موضع انقسام حيث دافع عنها عدة مستثمرين بينما بقي آخرين بعيدين عنها قدر الإمكان.
إذا كنت تفكر بالاستثمار باليبتكوين تجد هنا ثلاثة علامات تدل بأنك جاهز لتخاطر:
أولاً، أن تكون قادراً على مواجهة مستويات أعلى من المخاطرة.
بالرغم من ارتفاع سعر البيتكوين ورواجه بين العديد من المستثمرين فإنه لا يزال استثمار متقلب بشكل لا يصدق. لقد واجه تقلبات في السعر غير معقولة خلال السنوات الماضية وفي بعض الأوقات خسر تقريباً 80% من قيمته.
حتى خلال الشهرين الأخيرين شهد هبوطين حادين، إذا كنت ستستثمر الآن تأكد من أنك ستتحمل التأرجح الحاد للسعر. ليس الجميع قادرين على تحمل هذا النمط من سرعة التقلب لذلك خذ بعين الاعتبار احتمال المخاطرة قبل أن تستثمر.
إذا استثمرت في بيتكوين اليوم وهبطت قيمته بنسبة 20 % غدا: هل ستبقى قادراً على النوم ليلاً؟ ماذا لو هبطت قيمته بنسبة 50%؟ ماذا عن 80%؟ إن تحديد سقف استطاعتك المالية ستساعدك على أن تقرر فيما إذا كان شراء البيتكوين هو الاستثمار الأمثل بالنسبة لك.
ثانياً، أن يكون لديك حقيبة استثمارات منوعة.
بغض النظر عن استراتيجيتك في الاستثمار فإنه من الحكمة دائما” أن يكون لديك حقيبة استثمارات منوعة بطريقة صحيحة إلا أنه في استثمار متقلب مثل بيتكوين فإن الأمر أكثر خطورة.
لا يمكن التنبؤ بمصير بيتكوين وهذا يعني أنك بحاجة إلى استثمارات أخرى تلجأ إليها إذا اتجهت الأمور للأسوأ. يوجد طرق متعددة لأنشاء حقيبة استثمارات منوعة يمكنها أن تقلص حجم المخاطرة بالعموم.
– الاستثمار في صناديق المؤشرات: إن امتلاك حقيبة استثمارات أساسية في صندوق المؤشرات يمكنه فعلياً أن يقلل من المخاطرة فعندما توزع أغلب مدخراتك عبر مئات أو آلاف من الأسهم لن تخسر كل شيء في حال تعثر بيتكوين.
– الاستثمار في مجموعة متنوعة من الصناعات: اذا اخترت أن تستثمر في أسهم فردية حاول أن تستثمر في شركات بصناعات متعددة حتى إذا كنت تستثمر عشرات من الأسهم. إذا كانت أسهمك بنفس الصناعة فأنت تخاطر بوضع العديد من البيض في سلة واحدة. إذا كنت تستثمر في بيتكوين فإنك تحتاج أن تكون حقيبة استثماراتك الأساسية مستقرة قدر الإمكان.
– التمسك بالشركات الراسخة: امتلاك حقيبة استثمارات مليئة بالأسهم التي من المحتمل جداً أن تعمل بشكل جيد يمكنه أن يقلص مخاطرتك الاجمالية. هذا لا يعني أنه بإمكانك فقط أن تستثمر بالشركات ذات الأسماء المشهورة وإنما قد تريد أن تتجنب استثمار أغلب أموالك في الشركات الناشئة.
لا يوجد قاعدة صارمة وسريعة عن كيف سيكون توظيف حقيبة استثماراتك. ولكن إذا كنت تستثمر في نطاق متنوع وعريض من الشركات القوية التي تستطيع أن تصمد أمام اختبار الوقت ربما تكون جاهزا لإضافة بيتكوين الى حقيبة استثماراتك.
ثالثاً، أن تكون قادراً على الاستثمار لوقت طويل.
واحدة من الطرق الأفضل لجمع أموال كثيرة في سوق الأسهم هي أن تشتري استثمارات قوية والمحافظة أطول وقت ممكن. ينطبق نفس الشيء على شراء البيتكوين لذلك فكر كم سنة ستكون قادر على الانتظار لرؤية عوائد ذات قيمة.
إذا كانت الاموال قليلة وتتوقع أن تحتاج لبيع استثماراتك خلال السنوات القادمة فربما لا يكون الوقت المناسب للاستثمار. أما إذا كان بإمكانك ان تحتفظ بالمال مستثمراً على الاقل لمدة من خمس الى سبع سنوات أو أكثر فربما تكون جاهزا” للاستثمار.
” إذا لم تكن قادراً على أن تملك أسهم لعشر سنوات لا تفكر حتى بامتلاكها لعشر دقائق” (وورن بافيت)
بيتكوين ليست الاستثمار الأمثل لكل شخص لذلك تأكد من أنك تأخذ هذا القرار بحذر. إذا كان لديك مسبقاً حقيبة استثمارات قوية ويمكنك خوض مخاطرات محسوبة فإن الاستثمار في بيتكوين قد يكون خيار حكيم وإلا ربما عليك أن تتجنبها الى حين.